مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في كهف الأسرار

 

مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في كهف الأسرار

في صباح مشمس جميل، كان كريم يستعد ليوم جديد من المغامرات مع صديقته الوفية، السلحفاة سلوى. كان يحمل حقيبته الصغيرة التي تحتوي على عدسة مكبرة، كشاف ضوئي، زجاجة ماء، ودفتر لتدوين ملاحظاته.

سلوى، بطبعها الهادئ والحكيم، كانت تتحرك بجواره ببطء لكن بثبات، تبتسم لعصافير الحديقة وهي تزقزق، وتحيي النحل وهو يتنقل بين الأزهار.

قال كريم بحماس:
"النهاردة أنا عندي إحساس إننا هنتقابل مع مغامرة جديدة، مش زي أي مغامرة قبل كده!"

ضحكت سلوى وقالت:
"وأنا عندي إحساس إننا لازم نخلي بالنا، المغامرات الحقيقية فيها متعة، بس كمان محتاجة تفكير وهدوء."

بينما هما يسيران في الغابة القريبة من قريتهما، لفت نظر كريم صخرة كبيرة خلفها نباتات كثيفة. اقترب منها بحذر، فلاحظ أن خلفها مدخل ضيق يبدو كمدخل كهف!

صرخ كريم بسعادة:
"واو! ده كهف يا سلوى! عمرنا ما شفناه قبل كده!"

نظرت سلوى نحو المدخل وقالت بتمعّن:
"واضح إنه قديم جدًا... يمكن يكون مهجور، بس مين يعرف؟ يمكن يكون فيه سر!"

أضاء كريم الكشاف، ودخلا معًا إلى الكهف. في البداية كان المكان ضيقًا ومظلمًا، لكن بعد دقائق من الزحف، انفتح الممر إلى قاعة واسعة تلمع جدرانها كأنها مغطاة بالكريستال.

قال كريم بدهشة:
"ده مش كهف عادي... ده فيه حاجة مميزة، تحسي كأن حد بناه مخصوص!"

وفجأة، لمحت سلوى شيئًا لامعًا على أحد الجدران. اقترب كريم وعدّ النجوم المنقوشة عليه، فوجدها سبع نجمات متراصة بشكل دائري، وأسفلها كلمة منقوشة:
"الاحترام طريق الأمان."

قال كريم:
"الكلمة دي مش مكتوبة هنا صدفة… واضح إن الكهف ده بيختبرنا بحاجة."

فجأة، انفتح باب حجري في الجدار، وظهر ممر جديد. دخلا الممر ووجدا ثلاث أبواب عليها رموز:

  • الباب الأول عليه صورة "يد تدفع شخصًا آخر"

  • الباب الثاني عليه "شخص يصرخ في وجه الآخر"

  • الباب الثالث عليه "طفل يساعد سيدة عجوز"

سألت سلوى:
"يا ترى أنهي باب هو الطريق الصح؟"

قال كريم وهو يتذكر العبارة السابقة:
"الاحترام طريق الأمان… يبقى الباب الثالث هو الصح!"

فتح الباب الثالث، فإذا به ينفتح بسهولة، بينما الأبواب الأخرى أصدرت أصوات تنبيه مزعجة.

دخل كريم وسلوى إلى غرفة صغيرة بها طاولة حجرية فوقها كتاب قديم جدًا. فتح كريم الكتاب وقرأ:

"مرحبا بكما أيها المسافران... لقد اجتزتما أول اختبار من اختبارات الاحترام. من يعرف كيف يحترم الآخرين، يُفتح له باب الأسرار."

سألت سلوى:
"يعني فيه اختبارات تانية؟"

أجاب كريم:
"واضح كده، بس أنا متحمس!"

في الغرفة التالية، وُضع أمامهما صندوق مغلق وبجواره ثلاثة مفاتيح، ومعهم ورقة مكتوب عليها:

"لا تبحث عن الذهب، بل عن الأدب. المفتاح الصحيح بيد من يحترم."

قال كريم:
"يبقى لازم نفكر، مش أي مفتاح!"

لاحظت سلوى أن أحد المفاتيح عليه رمز صغير لطفل يُنصت.
قالت:
"ده هو المفتاح، الاحترام مش بس أفعال، كمان إنك تسمع للآخرين."

وبالفعل، فتح المفتاح الصندوق، فوجدوا بداخله خريطة توصلهم لغرفة الكنز، ومعها تعليمات أخيرة:

"قبل أن تحصل على المكافأة، ساعد شخصًا بحاجة."

نظر كريم وسلوى حولهم، فسمعوا صوتًا خافتًا من زاوية الكهف. اقتربا فوجدوا خفاشًا صغيرًا جناحه مصاب. اقترب كريم بحذر وسأل سلوى:
"نساعده إزاي؟"

أخرجت سلوى قطعة من القماش من حقيبة كريم، ولفّا بها جناح الخفاش، ووضعاه في ركن دافئ.
فجأة، سُمع صوت ميكانيكي في الجدار، وفتح باب حجري جديد!

دخل كريم وسلوى ليجدا قاعة واسعة تضيء تلقائيًا. في وسطها منصة مرتفعة، عليها صندوق ذهبي منقوش عليه:
"احترامك للآخرين هو كنزك الحقيقي."

فتح كريم الصندوق فوجد رسالة، وداخلها قطعة صغيرة من الكريستال الأزرق، مكتوب على ظهرها:

"إذا احتفظت بروح الاحترام، سيفتح لك هذا الكريستال أبوابًا جديدة في كل مكان."

قالت سلوى بفرح:
"المغامرة دي مش بس كانت مثيرة، دي علمتنا إن الاحترام هو مفتاح لكل حاجة جميلة في الحياة."

أجاب كريم بابتسامة:
"وإحنا جاهزين للمغامرة الجاية!"

خرج الصديقان من الكهف وهما يحملان الكريستال ومعه دروس جديدة عن معنى الاحترام، ليعودا إلى القرية، ويحكيا لكل الأصدقاء عن مغامرتهما في "كهف الأسرار".

تعليقات