مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في شارع القوة

 

مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في شارع القوة

في يوم من الأيام، بعد ما خلّص كريم واجباته، سمع صوت جاي من الشنطة القديمة اللي في الركن. فتحها بسرعة، ولقا السلحفاة سلوى بتقول له:

– يلا يا كريم، الرحلة الجاية هتكون في "شارع القوة"!
– شارع القوة؟ يعني هنقابل أبطال خارقين؟
– لأ، هنتعلم يعنى إيه "القوة الحقيقية".

كريم لبس جاكت المغامرات، ومسِك إيد سلوى، وقال:

– جاهز يا سلوى!

وفجأة، النور اختفى، ولقوا نفسهم واقفين قدام بوابة كبيرة مكتوب عليها "شارع القوة".

دخلوا الشارع، وبدأوا يشوفوا حاجات غريبة جدًا. أول حاجة شافوها كانت بنت صغيرة اسمها "رنا"، بتحاول تشيل شنطة تقيلة علشان تساعد والدتها، بس مش قادرة.


كريم قال:

– دي مش قادرة تشيلها لوحدها، نساعدها؟

سلوى ابتسمت وقالت:

– استنى، شوف هي هتعمل إيه.

رنا وقفت شوية، وبدل ما تستسلم، نادت على أختها الصغيرة وقالتلها:

– تعالي نساعد بعض!

وشالوا الشنطة سوا. سلوى قالت:

– القوة مش دايمًا في العضلات، أوقات بتكون في التعاون!

كريم ابتسم وقال:

– آه، زي ما احنا فريق دايمًا!

بعدها، كملوا الطريق، ولقوا ولد اسمه "آدم" بيقف قدام مجموعة أولاد بيتريقوا عليه علشان شكله.

واحد منهم قال له:

– انت شكلك غريب! مش بتعرف تلعب كورة!

بس آدم ما زعلش، وقال بهدوء:

– أنا مش لازم أكون زيكم علشان أكون مميز. كل واحد فينا عنده حاجة حلوة.

كريم قال:

– هو ده الشجاعة! إنه يرد من غير ما يغلط زيهم.

سلوى قالت:

– القوة كمان إنك تتحكم في نفسك، مش إنك ترد بالإساءة.

بعدها شافوا سيدة كبيرة بتحاول تعبر الطريق بعكاز، والناس مش واخدة بالها.

كريم جري بسرعة وساعدها تعدي، والست شكرتهم وقالت:

– ربنا يبارك فيك يا ابني.

سلوى قالت:

– القوة الحقيقية كمان في الطيبة، واللي يساعد غيره من غير ما يستنى مقابل.

وفجأة، سمعوا صوت عياط من حديقة صغيرة. لقوا طفل صغير قاعد لوحده، بيعيط، ولعبته مكسورة.

كريم قال له:

– مالك؟
– لعبتي اتكسرت، ومش عارف أعمل حاجة.

سلوى قربت وقالت:

– طب ليه ما تحاول تصلحها؟ أو تعمل منها لعبة تانية؟

الولد مسح دموعه وقال:

– ممكن... هجرب.


كريم قال:

– هو ده الإصرار! القوة إنك تقوم حتى بعد ما تقع.

وأخيرًا، في آخر الشارع، لقوا مرآة كبيرة مكتوب عليها:
"عاوز تشوف أقوى شخص؟ بص جوا المراية."

كريم بص، ولقى صورته هو وسلوى.

سألها باستغراب:

– أنا؟
– أيوه! لأنك كل مرة ساعدت، وتشجعت، واتعاونت، واخترت تعمل الصح.

سلوى ضحكت وقالت:

– القوة مش بس في العضلات، ولا إنك تكسب، القوة في قلبك، وعقلك، وتصرفاتك.

وفجأة، رجعوا للبيت، وكريم بص للمرآة الصغيرة في أوضته، وقال:

– أنا دلوقتي عارف يعنى إيه أكون قوي.

ومن اليوم ده، كريم بقى دايمًا يساعد، ويشجع، ويتعاون، لأنه عرف إن القوة الحقيقية جوه كل واحد فينا.

النهاية.

تعليقات