ليلى وتوكو – لغز بحر النيازك
الفصل الأول: رسالة غامضة
كانت الشمس تغرب ببطء خلف الأفق، ملونة السماء بدرجات البرتقالي والأحمر، حين جلست ليلى على شرفة منزلها تقرأ كتابًا عن الرحلات البحرية القديمة. فجأة، جاء طائر صغير ووقف على حافة الشرفة، وفي منقاره رسالة ملفوفة بعناية.
فتحت ليلى الرسالة بسرعة، فوجدت بداخلها خريطة قديمة وعليها ختم غريب يشبه نيزكًا يحيط به البحر. أسفل الخريطة، كانت هناك جملة مكتوبة بخط مائل:
"تعالوا قبل اكتمال القمر، إلى جزيرة بحر النيازك... فالوقت يوشك على النفاد."
لم تتردد ليلى في الاتصال بصديقها الوفي، توكو، القرد الذكي الذي عاش معها مغامرات كثيرة. جاء توكو مسرعًا وهو يحمل حقيبته المليئة بالأدوات.
قالت ليلى: "توكو، لدينا مغامرة جديدة... وأعتقد أن هذه المرة ستكون أخطر مما واجهناه من قبل."
أجاب توكو بابتسامة مليئة بالحماس: "أنا جاهز دائمًا!"
الفصل الثاني: الرحلة إلى بحر النيازك
استعارت ليلى قاربًا صغيرًا من صديقها الصياد، وجهزت ما يكفي من الطعام والماء. انطلقا مع أول ضوء للفجر، والموج يتلاعب بالقارب وكأنه يختبر عزيمتهما.
كلما اقتربا من النقطة المحددة على الخريطة، لاحظا أن السماء تزداد غموضًا، والسحب تتحرك بسرعة غير طبيعية.
فجأة، سقط نيزك صغير في الماء بالقرب منهما، مما أحدث دوامة هائلة. تمسكت ليلى بالمقود، بينما قفز توكو وأمسك بالحبال ليحافظ على توازن القارب.
قالت ليلى وهي ترفع صوتها فوق هدير الأمواج: "يبدو أننا في المكان الصحيح!"
رد توكو وهو يضحك بخفة: "أو في المكان الخاطئ تمامًا!"
الفصل الثالث: الجزيرة المضيئة
بعد ساعات من الصراع مع الأمواج، ظهرت أمامهما جزيرة صغيرة يحيط بها وهج أزرق غريب. كانت الصخور على الشاطئ تلمع وكأنها مغطاة بغبار النجوم.
خطيا بحذر على الرمال، ولاحظا أن كل خطوة يخطوانها تصدر وميضًا خفيفًا، كما لو أن الأرض نفسها تتنفس بالضوء.
بين الأشجار الكثيفة، اكتشفا بقايا سفن قديمة، وكأن الجزيرة كانت تجذب البحارة منذ قرون. على أحد ألواح الخشب المحطم، وجد توكو نقشًا يقول:
"من يسيطر على قلب النيزك، يسيطر على تيارات الزمن."
الفصل الرابع: اختبار الشجاعة
بينما كانا يستكشفان، سمعا صوت هدير عميق قادم من وسط الجزيرة. تبعا الصوت حتى وصلا إلى كهف ضخم، كان مدخله يشع بضوء أحمر نابض.
في الداخل، وجدوا بحيرة صغيرة يتوسطها حجر نيزكي ضخم، يطفو فوق الماء. لكن بينهما وبين النيزك، ظهر مخلوق مائي هائل، مزيج بين سمكة القرش والتنين، عيناه تلمعان كالجمر.
قالت ليلى وهي تشد قبضتها على مصباحها اليدوي: "يبدو أن هذا هو الحارس."
أخذ توكو من حقيبته شبكة خاصة وأشار لها بخطة سريعة: تشتيت المخلوق بينما يحاول هو الالتفاف خلفه.
بدأت ليلى في تسليط ضوء المصباح على عيني المخلوق، مما أربكه وجعله يسبح نحوها بغضب. في اللحظة المناسبة، قفز توكو فوقه وألقى الشبكة، فتمكنا معًا من إبعاده عن قلب النيزك.
الفصل الخامس: قلب النيزك
اقتربت ليلى بحذر من الحجر المضيء، ومدت يدها لتلمسه. بمجرد أن لامسته، شعرت بطاقة هائلة تسري في جسدها، ورأت ومضات من ماضٍ بعيد: بحارة يبحثون عن الكنز، علماء يدرسون الجزيرة، وحتى رحلات فضائية.
لكن وسط هذه الرؤى، سمعت صوتًا غامضًا يحذرها:
"احذروا... فالزمن ليس لعبة. ما تأخذونه يجب أن يعود يومًا."
أخذت ليلى قطعة صغيرة من الحجر كدليل، ثم أعادته إلى مكانه، احترامًا للتحذير.
الفصل السادس: العودة والقرار
في طريق العودة إلى القارب، لاحظا أن السماء بدأت تتصفى، وأن الوهج الأزرق يختفي تدريجيًا. شعرت ليلى بأن الجزيرة كانت تختفي أيضًا، وكأنها كانت موجودة فقط لفترة محدودة.
ركبا القارب وأبحرا بعيدًا، بينما شاهدوا الجزيرة تتلاشى في الضباب.
قال توكو وهو يبتسم: "هل سنخبر أحدًا بما رأيناه؟"
أجابته ليلى: "ربما يومًا ما... لكن هناك أسرار أجمل حين تبقى بيننا."
الخاتمة:
عادت ليلى وتوكو إلى حياتهما اليومية، لكن قطعة النيزك التي احتفظت بها ليلى كانت تلمع أحيانًا في الليل، وكأنها تذكرهما بأن مغامرات الزمن لم تنته بعد... بل ربما كانت هذه البداية فقط.
تعليقات
إرسال تعليق