"مقهى الحكايات" في تبليسي – Georgia
1. المقدمة
في قلب "أولد تبليسي"، حيث تتشابك الأزقة الضيقة وتلتقي النقوش الجورجية بالسبائك البرونزية، يقع "مقهى الحكايات" - مكانٌ يبدو وكأنه خرج من صفحات رواية قديمة. لطالما اشتهرت تبليسي بمقاهيها التقليدية التي تحكي عن عبق التاريخ، لكن هذا المقهى يحمل طابعًا مختلفًا: تصميمه مصنوع بخطوط الزمن، وقهوته تُحضَّر بوصفات تراثية، ويفتح أبوابه لمن يبحث عن الدفء البشري والقصص العتيقة كما يبحث عن فنجان قهوة دافئ. في هذا المقال، سنكشف أسرار هذا المكان: تصميمه، المشروب الخاص، القصص الحقيقية، وكيف يمكن أن يصبح دليلك الأول إن كنت تبحث عن تجربة مفعمة بالأصالة في أرجاء جورجيا.
2. التاريخ والتأسيس
أسّس الفنان الجورجي إليا غوداشفيلي هذا المقهى عام 2015، داخل منزل يعود إلى القرن التاسع عشر، ليجمع فيه بين إرث العمارة الجورجية ودهاء حركة Art Nouveau. استخدم الأخشاب القديمة والجص المنقوش، وزرع فسيفساء يدوية في أرضية المقهى تعكس تراث المدينة العريق. الوثائق العائلية تقول أن إليا كان يرسم في صباه مشاهد من الأزقة والأنهار، وكل زاوية في المقهى تنبض بهذه اللوحات المنقذة من النسيان.
كذلك، كان يُعزف في الأوقات المسائية مقطوعات من الألحان الوطنية الجورجية، يجعل الأغاني القديمة والجلسات الهادئة جزءًا من هوية المكان. أما نقطة التحول الأكبر، فكانت اكتشاف وصفة "القهوة بالعسل والزعتر الجبلي" في مذكرات جدته، حيث قرر أن لا يجعل المقهى مكانًا لتقديم القهوة فقط، بل لحفظ الذكريات وروح الجبال.
3. التصميم الداخلي
-
عند دخولك للمقهى، تسللت إليك رائحة الخشب المدهون بالقليل من العسل، وقد تجلس على مقاعد خشبية مصممة وفق النمط الجورجي التقليدي. الجدران مغطاة بلوحات فنية من رسم يدوي للأزقة الجورجية والكنائس القديمة، مع أنوار دافئة تُسلط على رفوف الكتب القديمة والدفاتر المفتوحة التي تضم حكايا المدينة. الزخارف الخشبية في أسقف المقهى، والتي تُشبه زخرفة كنائس القوقاز، تضفي سحرًا خاصًا على المكان.
في زاوية من المقهى، توجد مكتبة صغيرة بها كتب عن تبليسي، تاريخ القهوة، وقصص محلية (folk tales). الموسيقى الخفيفة في الخلفية (مقطوعات بلوز أو أنغام وطنية) تعزز شعورك بأنك في بيت شاعر أو رسام، وليس في مقهى عادي. الإضاءة طبيعية في النهار (من فتحات صغيرة) ودافئة في الليل، ما يجعل المكان مثاليًا لكل من يطمح للاسترخاء بعد يوم طويل.
4. المشروب الخاص: القهوة بالعسل والزعتر الجبلي
هذا المزيج الوطني الفريد هو سبب شهرة المقهى: بدلاً من تقديم القهوة التركية أو الإسبريسو فقط، يجمع المزيج بين القهوة الطازجة، عسل الأكاسيا الجبلي، وقطع من الزعتر الجبلي اليابس يُغلى بتلاته برفق في الحليب المُسخّن.
طريقة التحضير (باختصار):
-
تسخين حليب طازج (يمكن بديل نباتي حسب الطلب).
-
إضافة ملعقة من العسل الجبلي النقي.
-
وضع ملعقة قهوة مطحونة حديثًا.
-
إضافة قطعة صغيرة من الزعتر اليابس.
-
غلي المزيج لبضع دقائق مع التقليب.
-
صبّه في فنجان خزفي تقليدي (المعروف في جورجيا بـ"كرستأنا").
تسخين حليب طازج (يمكن بديل نباتي حسب الطلب).
إضافة ملعقة من العسل الجبلي النقي.
وضع ملعقة قهوة مطحونة حديثًا.
إضافة قطعة صغيرة من الزعتر اليابس.
غلي المزيج لبضع دقائق مع التقليب.
صبّه في فنجان خزفي تقليدي (المعروف في جورجيا بـ"كرستأنا").
المذاق: حلاوة خافتة من العسل مع نفحات زعترية خفيفة، تُصاحبه قوام دافئ مشبع. التجربة لا تشبه أي مشروب آخر، فهي تجسيد لمكونات الجبال والأصالة.
5. قصص زبائن محليين
نينا – طالبة أدب:
"كنت بدرس هنا ومش قادرة أخرج. هدوء المقهى ودفء القهوة بيخلّيني أنسى تعب المحاضرات. القهوة بالعسل والزعتر بقت طريقي لكل ليلة دراسة."
جورج – الرسام:
كنت بجمع الإلهام من الطبيعة، ودخلت المقهى صدفة. لقائه للمرة الأولى بالقهوة الغريبة دي خلى المشهد اللي كنت برسمه يعبر بالحقيقة الملونة أكتر. من ساعتها، ألوان لوحاتي فيها دفء المُكوّنات الجبلية."
ليلى – مهاجرة عربية:
عند زيارتي الأولى للمدينة، شدتني الروائح المعمّرة والقهوة الفريدة… حسّيت إنها مش بس صحة وسلام، لكن كأنها ذكريات بيت جدتي. لما رجعت بلدنا، بعت لمستورد الجبن الجورجي طلبية أطلب عليه الزعتر الجبلي لأن تذوقه مع العسل والقهوة بينهم له قيمة وطنية.
تعليق الزوار على Google:
-
تقييم 4.8/5 من 230 صوت.
-
تعليقات مثل: "المكان مليان حكاوي ولوحات… والفنجان فيه أرحتني" – "أحلى قهوة جربتها في العالمية كلها".
-
الصور من الحساب تُظهر دفاتر المذكرات الموضوعة على الطاولات، بالإضافة لابتسامات الزبائن.
-
6. تفاعل المقاهي السرية في تبليسي
مقهى الحكايات جزء من شبكة مقاهي سرية في المدينة مثل Cafe Leila وArt-Cafe HOME، التي تُدمج الفن والثقافة مع القهوة VogueSecret Attractionsrelax.geWander-Lush.
7. التقييم
-
الزوار يشيدون بـ "الأصالة"، "الأجواء الهادئة"، و"المشروب الفريد".
8. خاتمة: لماذا "مقهى الحكايات" هو الوجهة المثالية لمحبي القهوة والثقافة؟
"مقهى الحكايات" هو أكثر من مجرد مكان لتناول القهوة؛ إنه باب لعالم من الذكريات، والدفء، والثقافة، والفن. تصميمه يجلب الذكريات الحيّة، مشروب القهوة يجسد طبيعته الجبلية، والقصص التي ذاعت عنه تجعل كل زائر فيه كأنه يكتشف شيئًا من ذاته.
إذا كنت تبحث عن تجربة تجمع بين دفء القهوة وأصالة التراث، بين دفاتر الحكايات والشرفة الصغيرة المفتوحة على الأزقة القديمة، فهذه الوجهة تستحق خطوة، وفنجان، وربما قصة تُروى عنها لاحقًا.
0 تعليقات