مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في شارع الاحترام

 مغامرة كريم والسلحفاة سلوى في شارع الاحترام


في يومٍ جميل، وبعد عودة كريم من المدرسة، كان يجلس مع سلحفاته الذكية "سلوى" يتناولان وجبة خفيفة من الفواكه والجبن، وفجأة، لمحا من النافذة بوابة مدينة القيم تضيء بلون أزرق هادئ لم يرياه من قبل.

قالت سلوى بدهشة:
"كريم! ده لون جديد خالص! أكيد البوابة بترحب بينا لحي جديد!"

قفز كريم واقفًا وهو يقول بحماس:
"يلّا يا سلوى نكتشف مغامرتنا النهاردة!"

دخل الاثنان من البوابة السحرية، فوجدوا أنفسهم في شارع أنيق وهادئ، كل شيء فيه منظم، والناس يتحدثون بلطف، يبتسمون لبعض، ويبدو عليهم الاحترام في كل تصرف. لافتة كبيرة كانت معلقة فوق المدخل مكتوب عليها:
"شارع الاحترام... حيث تبدأ العلاقات الطيبة"


الموقف الأول: عند إشارة المرور

بينما كان كريم وسلوى يسيران على الرصيف، لاحظا مجموعة من الأطفال يقفون عند إشارة مرور في انتظار أن تتحول للإشارة الخضراء. أحد الأطفال كان مستعجل جدًا وقال:
"يلا بينا نعدي، مفيش عربيات أصلاً!"

لكن فجأة، سمعوا صوتًا هادئًا لفتاة صغيرة تُدعى "ملك"، قالت بلطف:
"لأ يا جماعة، الإشارة بتعلمنا نحترم القواعد، مش مهم إن مفيش عربيات، المهم نحترم النظام."

قالت سلوى مبتسمة:
"برافو يا ملك! كده انتي مش بس بتحترمي الإشارة، دي كمان بتحمي نفسك وأصحابك."

تعلم كريم من الموقف ده إن الاحترام مش بس للناس، لكن كمان للقوانين اللي بتحافظ على أمان الكل.


الموقف الثاني: في المكتبة العامة

دخل كريم وسلوى المكتبة في شارع الاحترام، فوجدوا الجو هادي وجميل. الأطفال يقرؤون في صمت، وكل واحد فيهم بيحترم الآخر. لكن في زاوية بعيدة، كان طفل يُدعى "سيف" بيكلم بصوت عالي جدًا، ومش واخد باله إنه بيزعج اللي حواليه.

قربت منه سلوى وقالت بابتسامة:
"سيف، تحب لو حد تاني قاطعك وإنت بتقرأ كتاب بتحبه؟"

فكر سيف شوية وقال:
"أكيد لأ، هزعل."

رد كريم وقال:
"علشان كده نحاول نتكلم بصوت واطي، ونحترم وقت وصمت الآخرين."

شكرهم سيف ووعدهم إنه يكون أكتر احترامًا بعد كده.


الموقف الثالث: عند محل الألعاب

أمام محل ألعاب صغير، كان فيه ولد اسمه "زياد" واقف مع والدته، وشاف لعبة هو بيحبها جدًا، لكنه لاحظ إن في بنت صغيرة جنب اللعبة، واضح إنها كانت حتمسكها.

زياد مد إيده بسرعة علشان ياخد اللعبة، لكن اتوقف فجأة وقال:
"اتفضلي، انتي كنتي هتمسكيها الأول."

ابتسمت البنت وقالت:
"شكراً يا زياد! انت محترم جدًا!"

أمه كانت واقفة بتبصله بفخر، وقالت:
"أنا فخورة بيك علشان بتحترم الآخرين وبتعرف تشارك."

قالت سلوى:
"الاحترام مش بس بالكلام، ده كمان بالأفعال."


الموقف الرابع: لقاء الحكيم “الشيخ حلمي”

في نهاية شارع الاحترام، كان فيه بيت قديم عليه ورد وريحته جميلة، وكان ساكن فيه رجل كبير في السن اسمه "الشيخ حلمي"، كل أطفال الحي بيحبوه علشان بيحكي حكايات جميلة وبيعلمهم القيم.

جلس كريم وسلوى مع الأطفال حوالين الشيخ حلمي، وسألوه:

"يعني إيه احترام يا شيخ حلمي؟"

ابتسم وقال:
"الاحترام هو إنك تسمع غيرك قبل ما تتكلم، وتسيب مساحة للناس تعبر عن رأيها، وتقبل اللي مختلف عنك، وتحافظ على النظام، وتراعي مشاعر اللي حواليك."

كريم قال:
"يعني الاحترام مش بس في المدرسة، ده في كل حاجة في حياتنا؟"

رد الشيخ حلمي:
"بالضبط يا كريم. الاحترام بيبدأ من البيت، وبيكمل في الشارع، والمدرسة، وكل مكان. وهو اللي بيخلّي العلاقات بين الناس طيبة."


المفاجأة: وسام الاحترام

قبل ما يغادر كريم وسلوى شارع الاحترام، تجمع الناس في ساحة صغيرة، وخرج عمدة المدينة وهو يحمل صندوقًا أنيقًا، بداخله وسام الاحترام الذهبي.

قال العمدة:
"نمنح اليوم كريم وسلوى وسام الاحترام، لأنهم ساعدوا أطفال كتير يفهموا إن الاحترام هو مفتاح القيم الجميلة."

صفق الجميع، وتعلقت وسلوى برقبة كريم وقالت:

"أنا فخورة بيك يا كريم، وكل مرة بنكتشف فيها قيمة جديدة، بتحس إننا بنتغير للأحسن."


العودة من المدينة

عادت البوابة السحرية تلمع من جديد، وعاد كريم وسلوى إلى بيتهم، وهم يحملون معهم وسامًا حقيقيًا، لكن الأهم كانوا شايلين جواهم قيمة عظيمة.

كريم كتب في دفتر مغامراته:
"النهاردة اتعلمت إن الاحترام مش رفاهية، ده أساس التعامل مع الناس. وكل مرة أكون محترم، بكون أقرب لنسخة أفضل من نفسي."

قالت سلوى:
"والمرة الجاية، حنزور حي جديد، يمكن يكون... شارع التعاون؟"

ضحك كريم وقال:
"أنا جاهز، طالما إنتي معايا!"

النهاية
🟡✨

تعليقات